مقدمة إن مقاومة المدّ الصفوي المتعصّب الحاقد يعتبر اليوم من أهمّ الأولويات بالنسبة لأنصار ومريدي مذهب آل البيت والطائفة الشيعية العلوية الحريصة على وحدة الصفّ العربي والإسلامي ولم يبق أمامهم من خيار إلاّ خيار المقاومة والتصدّي لموجة الحقد الأسود القادمة من بلاد فارس لأن في غياب المقاومة تزداد السطوة الصفوية وتتراجع القيم والمبادئ العلوية وتتضخّم كرة الثلج وتتدحرج لتحطّم أمامها وفي طريقها مذهب كان في يوم من الأيام يسمّى " مذهب آل البيت ساهم الغزو الأمريكي للعراق في تقديم صورة معدّة سلفاً للطائفة الشيعية وذلك اعتماداً على فرضية ما سمي حينها بمظلومية الشيعة وهي مقولة صنعها الغزاة أنفسهم وأتباعهم في المنطقة الخضراء وطوّروها توصلا إلى تحقيق أهدافهم الخفية في تقسيم بلاد الرافدين على أساس مذهبي وطائفي وهو الأمر الذي يضمن بقاء واستمرار الاحتلال إلى أجل غير مسمى وما يعنيه ذلك من تواصل سياسة إحراق الأخضر واليابس والنهب المنظم والمستمر لثروات البلد ومن هناك تحويل العراق إلى نموذج مصغّر للشرق الأوسط الجديد كما أرادته دولة العصابات الصهيونية ولقد شكّل التدخل الإيراني المباشر في الشؤون العراقية عاملاً سلبياً إضافياً ساهم بدوره في شقّ المجتمع العراقي على اعتبار أن ذلك التدخل لم يكن حيادياً أو لمصلحة العراقيين جميعا بل جاء ليقوم بدور من يصبّ الزيت على النار ويذكي الأحقاد المذهبية ويزيد في حدّة الصراع بين أبناء الشعب الواحد ويستثمر الوضع المتردي والفوضوي لتحقيق المصالح القومية الإيرانية في المنطقة عموماً وفي بلاد الرافدين بصفة خاصة كلّ ذلك بواسطة أدوات وشخوص ومنظمات وأحزاب عراقية الاسم إيرانية الولاء إذ دانت بالولاء المطلق للمذهب والطائفة على حساب ولائها المفترض والمطلوب للوطن والأمة ولقد بلغ النفوذ الشيعي الصفوي في العراق العربي حدّا طال كلّ مرافق المؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية والدينية والثقافية والإعلامية الأمر الذي دفع بوزير الدفاع العراقي الأسبق حازم الشعلان أن يعلن بتاريخ 26/07/2004 بأن التغلغل الإيراني عمّ كافة مرافق الدولة بما فيها وزارته وهو التصريح الذي كلّفه خسارة منصبه وتقديمه للمحاكمة من طرف حراس المصالح الإيرانية في حكومة الذلّ والعمالة الذين رفعوا شعار محاربة العروبة من خلال تعمّدهم إهمال التنصيص على عروبة العراق صلب الدستور – الفضيحة مقابل تشجيعهم للمظاهر الغريبة التي حملها العجم الصفويين معهم من بلاد فارس كشعائر ما يسمّى بالتطبير وهو ضرب الرؤوس بالسيف والضرب على الظهور بالجنازير الحديدية واللطم وحمل الأقفال والنواح والتمثيل وبقية المظاهر الملتصقة بما يسمى بمراسم العزاء الحسيني المرفوضة جملة وتفصيلا من طرف الغالبية العظمى من المراجع الدينية المنحدرة من أصول عربية والحاملة للواء التشيّع العلوي الأصيل النقي ومن هذا المنطلق تبرز إلى العيان حقيقة جديدة فرضت نفسها على جميع أطراف الصراع في العراق المحتلّ وهي أن التناقض الرئيسي الذي يشقّ المجتمع في بلاد الرافدين يجد أساسه في الصراع الحتمي بين إرادتي الاحتلال وأعوانه وعملائه من جهة والمقاومة الوطنية المتسامية عن الأحقاد المذهبية من جهة ثانية وليس كما يدّعي الصفويون الجدد بين طائفتين ومذهبين أو بين نظريتين مواجهتين للاحتلال ؛ نظرية تواجه المحتلّ بمقاومة عسكرية وأخرى تواجهه بمقاومة سياسية كما يزعم المتاجرين بالمذهبين السنّي والشيعي في العراق ؛ فالانقسام كما يقول المرجع الشيعي آية الله حسين المؤيد : (لم يكن قائماً على ذلك الأساس وإنما كان قائماً بين نظرية اختارت مواجهة الاحتلال ومشروع الاحتلال وأخرى أرادت أن تحصل على مكاسب سياسية من خلال التماشي مع مشروع الاحتلال -1- بهذه الكلمات استطاع السيد محمد علي الحسيني أن يشخّص بدقة شديدة المرض الذي ينخر جسم الأمة ويكشف ببراعة وصدق حقيقة التشيع الصفوي الذي يمثله النموذج الإيراني وأتباعه في العراق ولبنان وبقية الدول العربية ؛ ذلك النموذج الذي يحمل وجهين وصورتين مختلفتين صورة مذهبية ذات علاقة بالمحن التي عاشها آل البيت وصورة سياسية تستثمر تلك المحن والآلام لخدمة أهداف قومية ومصلحية لا علاقة لها بالإسلام والمذاهب وبذلك يصبح المذهب وسيلة نموذجية لتحقيق المصالح والمكاسب على حساب المبادئ والغايات السامية التي ناضل من أجلها جميع المسلمين بدون إسثناء وليس آل البيت وحدهم ؛ ويصبح الدين عموما والطائفة بصفة خاصة غطاءا يحجب وراءه روحا انتهازية وصولية تدوس على المقدسات باسم الدين والطائفة وأهدافا إقليمية لا علاقة لها بمصلحة العروبة والإسلام ولا صلة لها بالقيم والمبادئ . وهذا بالضبط ما ينطبق حرفيا على النموذج الصفوي الإيراني الذي رفع لواء التشيع لخدمة أهدافه ومطامحه القومية وذلك من خلال تشويه المذهب الشيعي العلوي الأصيل وتطويعه لكي يصبح في النهاية على مقاس السياسة الإيرانية في المنطقة وهي سياسة لا تعترف بالمبادئ ولا تولي أي اهتمام للدين وهو الأمر الذي دفع البعض من العلماء الشيعة العرب إلى كسر حاجز الخوف والرهبة والخروج من بوتقة الانعزال الطائفي البغيض والاصطفاف المذهبي المقيت ليتّخذوا لأنفسهم موقعا مستقلا عن تأثيرات النفوذ الصفوي ؛ فإيران تلك الجمهورية التي تدّعي ليلا نهارا أنها تسعى لرفع راية الإسلام وتوحيد كلمة المسلمين ومحاربة الطاغوت الأكبر ليست في النهاية إلاّ دولة مكيافيلية بأتم معنى الكلمة دولة لا تهتم إلاّ بمصالحها الخاصة ؛ دولة تتخذ من المذهب الشيعي وسيلة لتحقيق أهدافها القومية ولو كان ذلك على حساب الإسلام وغاياته النبيلة وهذا الحديث ليس كما يظن البعض من الوهلة الأولى نابعا من أحكام مسبقة أو موقف مذهبي صادر عن أحد المناوئين للسياسة الإيرانية بل هو حديث موثّق صادر عن أحد أكبر العلماء الشيعة في العراق المحتلّ المرجع الشيعي آية الله حسين المؤيد إذ قال حرفياً : _ باعتقادي أن النظام في إيران ليس له مشروعاً إسلامياً عاماً وليس له مشروعاً شيعياً عاماًَ وإنما له مشروعاً قومياً إيرانياً يتخذ من الإسلام والتشيع أدوات لبسط الهيمنة والنفوذ وينطلق من سيكولوجية تحتقر العرب وتكرههم ولهذا فإني أعتقد أن خطر التمدّد إيراني على العراق وعلى المنطقة العربية هو أكبر بكثير من خطر الهيمنة الأمريكية وحتى من الخطر الإسرائيلي -3 فالتشيع الصفوي والحالة تلك هو تشيّع أعمى لا يرى شيئا من حوله ؛ تشيّع أصمّ لا يسمع غير الذي ينطق به ؛ تشيّع حاقد متجبّر ؛ تشيّع مبني على الخرافة والدجل ؛ تشيّع لا علاقة له بالتشيّع الأصلي والأصيل ؛ تشيّع يسعى من أجل فرض نموذج مذهبي فريد من نوعه وهو في جميع الحالات خطر يهدّد وجود الأمة نفسها ولهذا هبّ أتباع المذهب الشيعي العلوي الأصيل معلنين النفير العام لمواجهة ذلك الورم الخبيث الذي لبس عباءة التشيع وفضح التآمر الإيراني الصفوي على الأمة العربية والإسلامية والتنبيه إلى حجم الكارثة التي لحقت بالإسلام والمسلمين جرّاء وجود مثل ذلك المذهب ؛ فالدعوة الصفوية كما يقول السيد رضا الرضا الأمين العام للهيئة العرقية للشيعة الجعفرية في العراق :(( دعوة خبيثة مخالفة لتعاليم ومبادئ الإمام جعفر الصادق يراد منها تحريف الإسلام ورسالة الرسول بداية الأمر لأنها دعوة في جوهرها قيام ديكتاتورية دينية مذهبية بقومية عنصرية فارسية في العراق ودول المنطقة -5- رويدك قد خدعت وأنت كهل **** بصاحب حيلة يعظ النساء يحرّم فيكم الصهباء صبحا **** ويشربها على عمد مساء إذا فعل الفتى ما عنه ينهى **** فمن جهتين لا من جهة أساء عزالدين بن حسين القوطالي -5- البيان الثاني والخمسون الصادر عن الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية بتاريخ 29/09/2007