قال : فاذهبي فاذكريهما علي فجاءت ، فدخلت بيت أبي بكر فوجدت أم رومان ، فقالت : ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة ، قالت : وما ذاك ، قالت : أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة ، قالت : وددت ، انتظري أبا بكر، فجاء أبو بكر فذكرت له ، فقال : وهل تصلح له وهي بنت أخيه ، فرجعت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، قال :" قولي له أنت أخي في الإسلام وابنتك تحل لي فجاء فأنكحه ، وهي يومئذ بنت ست سنين ، ثم ذكر قصة سودة ، وفي الصحيح أيضا لم ينكح بكرا غيرها . ( الإصابة (8/16
أريها صلى الله عليه وسلم في المنام مرتين . عن عائشة ، رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها:" أريتك في المنام مرتين أرى أنك في سرقة من حرير ويقول هذه امرأتك فاكشف عنها فإذا هي أنت فأقول إن يك هذا من عند الله يمضه ". رواه البخاري سلَّم عليها جبريل ، أخرج الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا عائشُ هذا جبريل يقرئك السلام " فقلت وعليه السلامُ ورحمة الله وبركاته أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : عائشة ، قال فمن الرجال ؟ قال : أبوها".رواه البخاريالصحابة كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة. تقول عائشة : فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن : والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة ، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة ، فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه ما كان أو حيث ما دار. قالت : فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم ، قالت : فأعرض عني ، فلما عاد إلي ذكرت له ذلك ، فأعرض عني ، فلما كان في الثالثة ذكرت له ذلك ، فقال : "يا أم سلمة لا تؤذوني في عائشة ، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها". رواه البخاري وروى الإمام مسلم أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أرسلن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في مرطي فأذن لها فقالت يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة وأنا ساكتة فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم أي بنية ألست تحبين من أحب قالت بلى قال فأحبي هذه فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه و سلم فرجعت إلى أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرتهن بالذي قالت والذي قال لها فقلن لها ما نراك أغنيت عنا من شيء فارجعي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقولي له إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة قالت فاطمة لا والله لا أكلمه فيها أبدا قالت عائشة فأرسل أزواج النبي صلى الله عليه و سلم زينب بنت جحش إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه و سلم في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب وأتقى لله عز و جل وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به ما عدا سورة من حدة كانت فيها تسرع منها الفيئة فاستأذنت على رسول الله صلى الله عليه و سلم ورسول الله صلى الله عليه و سلم مع عائشة في مرطها على الحال التي كانت دخلت فاطمة عليها فأذن لها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة ووقعت بي فاستطالت وأنا أرقب رسول الله صلى الله عليه و سلم وأرقب طرفه هل أذن لي فيها فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يكره أن أنتصر فلما وقعت بها لم أنشبها بشيء حتى أنحيت عليها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنها ابنة أبي بكر ", رواه مسلم والنسائي واللفظ له . ومعنى : لم أنشبها : لم أمهلها ومعنى : أنحيت عليها : قصدتها واعتمدتها بالمعارضة . وفي رواية لمسلم : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابنته فاطمة رضي الله عنهما : "أي بنية ، ألست تحبين ما أحب" فقالت : بلى فأحبي هذه ولما كان صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه يقول: "أين أنا اليوم"؟. استبطاءً ليوم عائشة، ثم استأذن نساءه أن يُمَرِّض في بيت عائشة رضي الله عنها، فَمرَّض فيه، وفي بيتها توفي بين سحرها ونحرها وفي حجرها، وجمع الله بين ريقه وريقها وعائشة زوجة نبينا صلى الله عليه وسلم في الجنة ، قالت عائشة رضي الله عنها : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها قالت : فتكلمتُ أنا فقال :" أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدُّنيا والآخرة " ، قلتُ : بلى والله ، قال : " فأنت زوجتي في الدُّنيا والآخرة" .رواه ابن حبان وغيره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "عائشة زوجتي في الجنة".أخرجه ابن سعد في الطبقات وصححه الألباني وعن عائشة أنها قالت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أزواجك في الجنة قال: "أما إنك منهن" قالت فخيل إلي أن ذاك أنه لم يتزوج بكرا غيري رواه ابن حبان وحسنه بل إنه صلى الله عليه وسلم هانت عليه وطأة الموت ومصيبته ، لما رأى أن عائشة زوجته في الجنة . عن عائشة، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه ليهون علي الموت أني رأيتك زوجتي في الجنة" . رواه أحمد وأبو حنيفة في مسنده وحسنه الألباني من مناقبها : قالت رضي الله عنها : فضلت بعشر فذكرت : مجيء جبريل بالسلام عليها قالت ولم ينكح بكرا غيري ولا امرأة أبواها مهاجران غيري وأنزل الله براءتي من السماء وكان ينـزل عليه الوحي وهو معي وكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه فأتي بين سحري ونحري في بيتي وفي ليلتي ودفن في بيتي . الإصابة 8/19-20 كانت رضي الله عنها راجحة العقل .عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كَمُل من الرَّجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون ، وفضل عائشة على النساء كفضل الثَّريد على سائر الطعام ". رواه البخاري صبرت على الحاجة ومشقة العيش ، وكانت تمر عليها الأيام الطويلة وما يوقد في بيت النبي صلى الله عليه وسلم نار. قالت لعروة يوماً : والله يا ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقد في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار ، قلت يا خالة فما كان يعيشكم قالت الأسودان التمر والماء إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار وكانت لهم منايح فكانوا يرسلون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانها فيسقيناه . رواه البخاري ومسلم وكان زهدها في الدنيا أمراً لا يوصف ، لم يجزعها الفقر ، ولم يبطرها الغنى ، صانت عزة نفسها فهانت عليها الدنيا ، وما عادت تبالي لإقبالها أو إدبارها . عن عروة ، قال : لقد رأيت عائشة رضي الله عنها تقسم سبعين ألفاً ، وإنها لترقع جيب درعها. وأُتيت مرة بمائة ألف درهم وكانت صائمة ففرقتها كلَّها ، وليس في بيتها شيءٌ ، فلما أمست ، قالت ياجارية ، هلمي فطري ، فجاءتها بخبز وزيت، ثم قالت الجارية : أما استطعت مما قسمت اليوم أن تشتري لنا لحماً بدرهم نفطر عليه ، قالت : لا تعنفيني ، لو كنتِ ذكرتيني لفعلت . حلية الأولياء 2/47 وبلغت من العلم مبلغاً كبيراً ، وحرص المصطفى عليه الصلاة والسلام على تثقيفها وتعليمها. فكان عمر بن الخطاب يحيل عليها كل ما تعلق بأحكام النساء أو بأحوال النبي البيتية، ويصل إلى مسمع السيدة عائشة عن بعض الصحابة روايات وأحكام على غير وجهها، فتصحح لهم ما أخطأوا فيه أو تبين ما خفي عليهم، حتى اشتهر ذلك عنها، فصار مَن شك في رواية أتى عائشة سائلاً، وإن كان بعيداً كتب إليها يسألها. عن أبي موسى رضي الله عنه قال: ما أشكل علينا أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلّم حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً. رواه الترمذي وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس، وأحسن الناس رأياً في العامة. (سير أعلام النبلاء 2/179-189 وكانت رضي الله عنها مباركة على أمته صلى الله عليه وسلم ، قالت رضي الله عنها: خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء فأتى الناس إلى أبي بكر الصديق فقالوا ألا ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فقالت عائشة فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعنني بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم فتيمموا.فقال أسيد بن الحضير ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر ، قالت فبعثنا البعير الذي كنت عليه فأصبنا العقد تحته. رواه البخاري ومسلم وكانت عفيفة حيية . قالت عائشة رضي الله عنها : جاء عمي من الرضاعة يستأذن علي فأبيت أن آذن له حتى أستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قلتُ إنَّ عمي من الرضاعة استأذن عليَّ فأبيتُ أن آذن له ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فليلج عليك عمُّك " .فقلتُ : إنما أرضعتني المرأة ! ولم يرضعني الرجل ، فقال : "إنًّه عمُّك فليلج عليك" . رواه البخاري تقول رضي الله عنها : كنت أدخل البيت الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي رضي الله عنه واضعة ثوبي ، وأقول : إنما هو زوجي وأبي ، فلما دفن عمر رضي الله عنه والله ما دخلته إلا مشدودة عليَّ ثيابي حياءً من عمر رضي الله عنه وفي قصة الإفك المعروفة انزل الله تعالى قوله {إن الذين جاؤ بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم * لو لا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين * لولا جاؤا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون * ولو لا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم * إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم * ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتنن هظيم * يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين * ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم * إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والاخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون * ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم لما نزلت هذه الآيات ببراءة عائشة سُرِّي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك، فكانت أول كلمة تكلم بها أن قال: يا عائشة، أما والله فقد برأك وكان أئمة أهل البيت يبرأون عائشة من الفاحشة ، فكيف يجرؤ الأتباع الصغار على رميها بما برأها منه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وآل بيته !! . قال أبو السائب القاضي : كنت يوماً بحضرة الحسن بن زيد بطبرستان ، وكان بحضرته رجل فذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة ، فقال : يا غلام اضرب عنقه ، فقال له العلويون : هذا رجل من شيعتنا ، فقال : معاذ الله ، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى{ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث ، فهو كافر فاضربوا عنقه فضربوا عنقه وأنا حاضر " رواه اللالكائي.ولما خيرها النبي صلى الله عليه وسلم بين الحياة الدنيا وزينتها وبين الله ورسوله والدار الآخرة، اختارت الله ورسوله والدار الآخرة . قالت عائشة : لما أُمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه بدأ بي فقال : " إني ذاكر لك أمرا ، ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك قالت قد أعلم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقك ثم قال إن الله قال { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا } قلت أفي هذا أستأمر أبوي !! فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ثم خير نساءه فقلن مثل ما قالت عائشة.رواه البخاري |