الرباط تسحب اعتماد صحافي إسباني وترحل ثلاثة آخرين دخلوا بشكل غير قانوني إلى الصحراءمراد ثابت المساء : 14 - 11 - 2010
قرر المغرب سحب اعتماد لويس دي لابيغا، مراسل صحيفة «أ.ب.س» الإسبانية المعتمد بالرباط، ابتداء من أمس الجمعة، لارتكابه «سلوكات غير مهنية» وإخلاله بأخلاقيات مهنة الصحافة وتحامله المستمر على صورة المغرب من خلال ترويج معلومات خاطئة عن حقيقة الأوضاع بالأقاليم الصحراوية المغربية وتزوير الحقائق بغرض الإساءة المقصودة وطمس المعطيات الحقيقية والتعتيم على غرار فئة أخرى من المراسلين الإسبان المعتمدين بالمغرب وندد بلاغ لوزارة الاتصال، توصلت «المساء» بنسخة منه، سلوك بعض مراسلي وسائل الإعلام الإسبانية المعتمدة فوق التراب الوطني، مسجلة إخلال عدد منهم بقواعد مهنة الصحافة مثلما هو الحال بالنسبة لمراسل صحيفة «أ.ب.س»، الذي قررت الوزارة سحب اعتماده كمراسل بالمغرب وفق ما ينص عليه قانون الصحافة، الذي يفرض على كل صحفي ومراسل أن يتقيد في مزاولة مهامه باحترام السيادة الوطنية وأخلاقيات مهنة الصحافة وتشريعات البلد الذي يزاول فيه مهامه كما سجلت وزارة الاتصال في بلاغها «ظاهرة إعلامية غريبة تجلت في الخروج الفاضح لفئة منهم عن الأصول المهنية، وقيامهم بالتعبير صراحة عن مواقف سياسية معادية لصورة المغرب ومؤسساته، من قبيل تجرئهم على نعت المواطنين المغاربة بالمعمرين، الأمر الذي يمثل مساسا بمشاعر كافة المغاربة، والإدلاء بتصريحات علنية موثقة بأن من أهداف هذه العينة من المراسلين الإسبان العمل على ضمان تحرير الصحراء من مستعمريها، حسب زعم بعضهم ومن جهة أخرى، قامت السلطات المغربية بعد زوال أول أمس الخميس بإيقاف ثلاثة صحفيين يعملون بإذاعة «سير» الإسبانية بعدما دخلوا بشكل غير قانوني إلى مدينة العيون، ولأنهم يشكلون تهديدا للأمن العام وكشفت مصادر مطلعة ل»المساء» أن الصحفيين الإسبان الثلاثة لم يسافروا من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء إلى العيون مباشرة، بل استقلوا طائرة في اتجاه أكادير، ثم بعد ذلك دخلوا مدينة العيون عن طريق البر. وكانوا يقدمون معلومات مغلوطة عن هويتهم ومهنهم في مراكز المراقبة ونقل الصحفيون الإسبان الثلاثة، وهم أنخيل بارسيلو ونيكولاس كاستيانو والتقني أنخيل كابريرا، من الفندق الذي كانوا يقيمون فيه إلى مفوضية للشرطة من أجل الاستماع إليهم. وسحبت السلطات المغربية جوازات سفرهم. ومن المفترض أن يكونوا قد غادروا المغرب بعد زوال أمس الجمعة في اتجاه إسبانيا ونقلت وكالة «أوربا بريس» عن أحد هؤلاء الصحفيين قوله: «اتهمونا بأننا دخلنا بشكل غير قانوني، وتهديد الأمن العام للبلد ونحن لم نأت إلى هنا إلا من أجل الإخبار»، قبل أن يضيف قائلا «هنا الإخبار غير قانوني غير أن الحكومة المغربية لا ترى الأمور بهذا المنظار، فهي على لسان الناطق الرسمي باسمها خالد الناصري ترحب بالصحافة الإسبانية من أجل العمل فوق التراب الوطني بما في ذلك الصحراء المغربية. و قد اشترط الناصري في ندوته الصحفية، التي عقدها عقب انتهاء اجتماع مجلس الحكومة أول أمس الخميس، على الصحافة الإسبانية أن تلتزم الحياد والموضوعية في نقل الأخبار وقال الناصري خلال الندوة الصحفية إن المغرب يرحب بالصحافيين الإسبان، لكن شريطة أن يتعاملوا مع القضايا المغربية «انطلاقا من كونهم صحافيين وليس كناشطين سياسيين يأتون بأجندة معينة للتصدي للمصالح الحيوية للمملكة وأشار وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة إلى أن عناوين بعض الصحف الإسبانية «تعد سبا وإهانة في حق الشعب المغربي ولا يمكن قبولهما»، مبرزا أن تعاطي هذه الصحف مع الأحداث التي شهدتها مدينة العيون يتوخى منه التأثير بالخصوص على الرأي العام الأوروبي والأمريكي اللاتيني من خلال «تقديم صورة بشعة عن المملكة المغربية مؤسسات وشعبا وأضاف خالد الناصري أن المغرب له من «القوة والمناعة ما يسمح له بتقبل جميع الانتقادات شريطة أن تكون ذات طبيعة مهنية وصريحة وواضحة، ودون أن تخدم أجندة سياسية موضوعة في مكان ما»، مشيرا إلى أن المغرب يتطلع دوما لبناء علاقة وطيدة مع الجارة إسبانيا تقوم على أساس الاحترام المتبادل، مؤكدا في الوقت ذاته على أن المصلحة الوطنية للمغرب تفرض عليه أن يصون مصالحه الحيوية |