الفتاة المسلمة روشونارا تشاودري ثارت لأجل العراق فحكمتها بريطانيا مدى الحياة
.
الفتاة المسلمة روشونارا تشاودري
لندن ـ كشفت تحقيقات الشرطة البريطانية مع الفتاة المسلمة روشونارا تشاودري من ايست هام في شرق لندن والتي حكم عليها بالسجن مدى الحياة يوم الاربعاء بعد محاولته لقتل نائب منطقتها في البرلمان ستيفن تيمز (في مكتبه بمنطقة بيكتون ـ شرق لندن) في ايار (مايو) الماضي، بسبب تصويته لدعم الحرب على العراق عن عقلية فتاة تحولت نتيحة تعرفها على ادبيات الجهاد 'القاعدية' عبر الانترنت محاضر التحقيق مع فتاة ذكية وفي محاضر التحقيق مع تشاودري التي نشرتها صحيفة 'الغارديان' (3 محاضر جرت بعد العملية ما بين 14 الى 15 ايار (مايو) 2010) يبدو اثر الناشط الامريكي ـ اليمني الشيخ انور العولقي، المطلوب رقم واحد امريكيا ويمنيا، على الفتاة التي تنتمي الى عائلة من اصل بنغالي والدها كان يعمل خياطا وهو عاطل عن العمل الان، ومع ذلك استطاعت روشونارا الحصول على منحة للدراسة في كلية كينغز ـ جامعة لندن وحققت في العامين الاولين من دراستها تفوقا ملحوظا وحصلت على جوائز من الجامعة لكنها تركت الدراسة كما تقول في التحقيق الاول لان كلية كينغز انخرطت في اعمال ضد المسلمين منها منحها جائزة لشمعون بيريز، الرئيس الاسرائيلي ولعلاقة الكلية ببرنامج لمكافحة التطرف بين المسلمين ولهذا قررت ترك الجامعة مع ان السلطات لم تكن راضية عن قرارها نظرا لتفوقها العولقي واشرطته وتظهر الاشرطة اثر العولقي على الفتاة لدرجة انها تركت دراستها وقطعت اتصالاتها مع زميلاتها وقبل اسابيع من العملية اشترت سكينين كل واحد بجنيه استرليني وخبأتهما في بيتها وتشير التحقيقات ان الفتاة تعرفت على دروس العولقي بالصدفة اثناء بحثها عن الانترنت، وانها تأثرت به وقررت استهداف نائبها لانها كما تقول رأت 'انه لم يكن من الصواب تصويته لدعم حرب العراق' وقالت انها فكرت في استهداف السيد تيمز قبل اشهر من العملية وانها قررت القيام باغتياله حبا في الشهادة والموت في سبيل الله مع انها كانت تتعلم عن الاسلام وتشارك في مساعدة التلاميذ المحرومين وتعليمهم في برامج قدمها مسجد شرق لندن ولكن مصدر معلوماتها المهم كان من الانترنت وتحديدا دروس انور العولقي الذي قالت للمحقق انه 'عالم دين مسلم ويعيش في اليمن'. واشارت انها تعلمت من دروسه عن القرآن وقصصه والجهاد، واكدت ان دروس العولقي اسهمت في تشكيل خطتها لقتل نائب منطقتها ولائي للاسلام فقط وعندما سألها المحقق عن الرابط بين النائب ودورس العولقي قالت 'اعتقدت انه كان يجب ان يكون ولائي لاخواني واخواتي في فلسطين ولهذا قررت ترك الجامعة من اجل اظهار ولائي'. وتظهر التحقيقات ان عقلية الفتاة الجهادية تشكلت بدون تأثيرات في الجامعة حيث كانت تستمع لمحاضرات العولقي في غرفة نومها. وبعدها قررت اغتيال النائب تيمز، وعندما عبر المحقق عن دهشته من سرعة القرار اجابت بلهجة غير مبالية 'ياب- نعم'. وتساءل المحقق ان الامر كان سريعا وجاء قبل ان تتم دراستها، حيث تركت الجامعة في 27 نيسان (ابريل) العام الحالي. وتبدو الفتاة راضية بما فعلت على الرغم من ان العملية دمرت حياتها لكن الثمن الذي دفعته كان يستحق حيث قالت 'اشعر انني دمرت بقية حياتي، واعتقد انه ثمن يجب دفعه لان ملايين العراقيين عانوا ويجب علي ان افعل شيئا لمساعدتهم بدلا من الجلوي وعدم فعل اي شيء ومع انها نشات نشأة دينية الا ان محاضرات العولقي التي بدأت الاستماع لها بشكل دائم منذ عام (تشرين الثاني (نوفمبر)) منحتها افكارا جديدة، وعندما سئلت عن سبب اختيار العولقي قالت لانه 'مشهور'، واكدت اكثر من مرة انها اكتشفته اثناء بحثها على الانترنت بدون مساعدة احد. ومع انها لا تذهب للمسجد وتصلي في البيت ولا تناقش مسائل الاسلام الا مع اخوتها واخواتها فقد اصبحت محاضرات العولقي مرجعها الرئيسي في حالة حاجتها لجواب؟ وترد على سؤال حول قرار الانتقام ان القرار جاء لمعاقبة من يضطهد المسلمين ويجب عدم تركهم بدون عقاب او الجلوس بدون فعل ويبدو العولقي مؤثرا على عقل الفتاة بدرجة كبيرة اذ انها تحيل كل سؤال الى محاضراته. وقالت انها اشترت الة القتل، السكين وخبأتها في صندوق احذية تحت سريرها وانها كانت خائفة نوعا ما لما ستقوم بعمله، لكنها تؤكد انه القرار الصائب ويجب تنفيذه قمت بواجبي وتقول بعد ان نفذت عملها 'اشعر انني فعلت الافضل من اجل تأدية واجبي تجاه غيري من المسلمين'. وكانت الفتاة واعية تمام الوعي لنتائج عملها حيث خمنت اما انها ستموت او تعتقل وفي كلا الحالتين لم تكن تعتقد انها ستعود الى البيت بعد العملية. وتؤكد ان كل ما كانت تتمناه هو الموت 'اردت الشهادة'، وعندما سئلت عن السبب قالت 'لانها الطريق الافضل للموت' وانها تعلمت هذا من القرآن ومحاضرات العولقي، التي قالت انها متوفرة على الانترنت 'يوتيوب'، وقالت انها عثرت على اشرطته بالصدفة فلم يكن العولقي هدفها، لانها كانت تحب متابعة الاشرطة التي يضعها المسلمون الجدد ومن شريط الى اخر ادمنت الفتاة على المحاضرات. وما جذبها للعولقي ما تقول قدرته على شرح الموضوعات بشمول وبطريقة جميلة الامر الذي جعلها تعتقد انها لا تعرف الا القليل عن دينها. وتقول انها قررت تحميل كل محاضرات العولقي اي مئة ساعة من احاديثه وانتهت من اليها كلها مع انها كانت احيانا تتوقف لتعمل على مقالاتها الدراسية والى جانب العولقي كانت تستمع الى اشرطة المقاومة في افغانستان والعراق اضافة لمتابعة مواقع خاصة بالنواب البريطانيين وموقع اخر قالت ان اسمه ثورة الاسلام. ورغم استغراب المحقق من عدم اشراك الفتاة احدا بما تفعل اكدت له انها لم تكن تريد اشراك احد خوفا من تعرضه للمشاكل ولان احدا لم يكن سيفهم ما تريد عمله. وكانت رشونارا في الرابعة عشرة من العمر عندما اعلنت الحرب على العراق وتقول ان مشاعرها لم تكن قوية، فقط كانت ضدها. وما غير مشاعرها تقول ان الواجب تجاه العراقيين هو الذي غير موقفها وصور المعتقلين في السجون والقتلى والجرحى من المدنيين فتوى عزام وترد على سؤال ان كان التغيير تدريجيا ام مفاجئا قائلة انها في البداية لم تكن تريد الجهاد لانها وظيفة الرجال حسب اعتقادها لكن محاضرات الشيخ عبدالله عزام اكدت لها ان المرأة يمكنها المشاركة في القتال. واشارت الى قوله حول فروض الاعيان على المسلمين كافة للجهاد حالة غزو اجنبي بقعة من ارض الاسلام. وتقول انها كانت تخطط لمغادرة بريطانيا والذهاب لبنغلاديش ولكنها غيرت رأيها لانها لم تكن تريد الهرب لان القتال اهم من الرحيل الى بلدها الاصلي. ولكن لماذا قررت استهداف تيمز قالت ان الطبيب وجه السؤال والجواب انها فرد ولا تستطيع الا القيام بجزء من الجهاد، اي قتل او الاعتداء على شخص؟ ولم يقتنع المحقق بالجواب لان هناك اخرين من النواب صوتوا للحرب على العراق ولكنها اجابت لانه كان منخرطا مباشرة باعلان الحرب اول لقاء مع النائب وتشير المحاضر الى ان روشونارا تعرفت على النائب اثناء رحلة مدرسية حيث جلست مع زميلاتها معه وسألنه اسئلة عامة عن عمله كنائب لكن طالبة هاجمته بسبب دعمه الحرب على العراق. في ذلك الوقت كان عمرها روشورانا 17 عاما وشعرت بالحرج من اسئلة الفتاة والاعجاب لقدرتها على مواجهتها. واعترفت انها لم تكن تملك الشجاعة لتوجيه اسئلة للنائب، في تلك الفترة لم تدفع لاي عمل لكنها قامت بعد ذلك بالبحث في حياته ودوره في العراق التي قامت حربه على اكاذيب ومع ذلك ظل النائب مغرورا ومعتقدا انه فعل الصح وانها في النهاية قامت بواجبها ضد رجل اعلن الحرب ضدهم. وحاول المحقق سؤالها عن التبرير القرآني لفعلها فقالت انه موجود في سورتي الانفال والتوبة. وكانت محكمة اولد بيلي قد اصدرت عليها حكما مدى الحياة اقله 15 عاما وجاء في قرار القاضي انها حاولت قتل شخص لدافع سياسي وقررت استهداف مسؤولين في الحكومة وان قرارها كان مدروسا ومخططا لكنه جاء بتأثير من مسلمين يدعون للفعل وعبر الانترنت شطب خطب العولقي عن الانترنت وكانت مرافعات المحكمة التي رفضت الفتاة حضور جلساتها لم تذكر المقتطفات التي تأثرت فيها روشونارا بالعولقي، ورفضت الفتاة الحضور للمحكمة لانها غير اسلامية لكنها استمعت الى قرار القاضي من خلال شبكة فيديو من مكان الاعتقال. وحذرت وزيرة الداخلية البريطانية تريزا مي من اثر العولقي على الشباب المسلم في بريطانيا مشيرة الى ان شابا اعتقل بداية هذا العام وهو يخطط لعمليات داخل بريطانيا. ويعتقد محققو الشرطة ان روشونارا هي اول بريطانية تتأثر بتعاليم القاعدة وتقوم بعمل نتيجة لهذه التأثيرات وقام موقع يوتيوب الذي يديره موقع غوغل قد قام بشطب تسجيلات تعود للعولقي بضغط من الحكومة البريطانية. وقالت صحيفة 'نيويورك تايمز' ان بريدا الكترونيا من المتحدثة باسم موقع يوتيوب في فيينا فيكتوريا غراند اكدت فيه ان الموقع شطب الاشرطة التي خالفت التعاليم التي يعمل بناءها الموقع وهي حظر الاشرطة التي تدعو للعنف وتعلم صناعة القنابل وتحرض على الكراهية او تلك التي تأتي من حسابات اشخاص او منظمات ارهابية او استخدمت للترويج لهذه الاغراض وقالت غراند ان غوغل مالكة الموقع تحاول الموازاة بين حرية التعبير وبين منع الدعوة للعنف، واكدت ان الموقع سيواصل شطب ومراقبة المواد هذه فيما سيبقي على المواد ذات الطبيعة الدينية البحتة. وكان نائب في الكونغرس الامريكي قد قدم للموقع قائمة باشرطة للعولقي الذي ربط باخر عملية احبطت يوم الجمعة لتفجير طرود مفخخة كانت متوجهة الى امريكا وقال النائب انتوني وينر، ان الرد الاول من يوتيوب كان بيروقراطيا لكنه بعد ذلك تعامل مع الامر بجدية. ومن جهة اخرى دعا تيمز الى اعادة النظر في المواد المتوفرة على الانترنت والتي ادت الى تحول الفتاة الى التشدد