القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تجند شبابا مغاربة _ يائسين
القاعدة مستمرة في الحرب على دول الشمال الإفريقي، وتوجه فوهة البندقية هذه المرة نحو المغرب. الهدف : استقطاب أكبر عدد ممكن من المتطوعين المغاربة ممن وصفتهم الخطبة الأخيرة لعبد المالك دروكدال، زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، «باليائسين من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في البلاد، وأولئك الذين لن تقنعهم الاصلاحات الأخيرة التي قام بها النظام المغربي بما في ذلك عملية التصويت على الدستور المغربي الجديد». بعد الخطاب، من المحتمل أن يكون دروكدال، الذي يستحوذ على لقبي الأمير وأبو مصعب عبد الودود أن قد انتقل إلى النشاط الملموس. إذاعة كادينا سير الإسبانية، نقلت عن مصادر قالت إنها استخباراتية دون أن تشير إلى جنسيتها، أخبارا عن لقاءات تمت خلال الأسبوعين الماضيين بين ممثلين عن التنظيم وبعض الشباب القادم من المغرب في مناطق مختلفة من الحدود بين المغرب والجزائر ولأن التنظيم وجد صعوبة في تجنيد المغاربة منذ إعلان التنظيم الحرب على دول الشمال الإفريقي سنة 2007، فإنه يحاول هذه المرة العزف على وتر الاحتقان الاجتماعي الحساس. استهداف «الشباب اليائس من تعثر الاصلاحات السياسية ومن سنوات طويلة من الفساد السياسي والإداري والاقتصادي في المغرب» تصبح خارطة الطريق الجديدة للتنظيم، الذي غالبا ما ركز هجماته على الجزائر وموريتانيا وجند أغلبية عناصره منها. القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ودائما تتوقع توسيع جغرافية عملياتها في الشمال الإفريقي، تضيف الإذاعة الإسبانية في نشرتها الرئيسية لمساء الاثنين الماضي، باستهداف نقط حساسة في المغرب عبر تجنيد الشباب المغاربة، بعدما أعادت النظر في طريقة استهداف تونس، في ضوء الحراك السياسي والاجتماعي القوي الذي تعرفه البلاد منذ مطلع العام الجاري استقطاب المغاربة كان دائما حلم التنظيم. فمنذ إعلان الحرب في المنطقة سنة 2007 بتحول الجماعة السلفية للدعوة والقتل إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، كان التركيز، طالب أمير التنظيم باعتماد سياسة مكثفة للتجنيد الشباب من دول المغرب العربي وتحديدا الجزائر والمغرب. دعوة كانت قد بلغت ذروتها، في العام 2008 بعد سريان أخبار عن إمكانية دخول بعض دول الشمال الإفريقي في مسلسل للتطبيع مع دولة إسرائيل، مثل المغرب وتونس. غير أن التنظيم لم ينفذ الكثير من الهجمات في المغرب، بخلاف الجزائر وموريتانيا التي تحدث فيها مواجهات مستمرة بين القوات النظامية وعناصره وتحديدا في المناطق الحدودية للبلدين مع مالي في آخر أوجه تحرش التنظيم بالمغرب، الهجوم الإجرامي الأخير الذي ذهب ضحيته رجل القوات المساعدة في النقطة الحدودية جبل رأس عصفور بسيدي جابر ناحية سيدي بوبكر بتويسيت بإقليم جرادة في 21 يوليوز الماضي، والذي نفذه أربعة ملثمين بلباس أفغاني حسب شهادة فلاح من المنطقة. الملثمون الأربعة الذي قدموا من التراب الجزائري، كانوا قد اتصلوا بالفلاح ذاته قبل أربعة أيام وسلموه مبلغ مليوني دينار جزائري وطالبوه بشراء المأونة لأن أعمالهم في الجهاد في سبيل الله تمنعهم من القيام بذلك