من البدع القديمة, ظهرت في القرن الثاني الهجري وقد قضي عليها بالحجة والحوار ببعضها وحالات أخرى اقتضت المواجهة حيث استفحلت الفتنة وأريد بها استبدال شريعة الله بشريعة الأهواء ومن بدايات القرن الثالث لم يعد لها اثر ولم يأت أحد بذكرها حتى أتى الإنجليز إلى واحدة من مراكز الإمبراطوريات منذ قرن ونصف ليسقطوها بكل الوسائل ليحققوا مآربهم المنحطة, فأدركوا بفساد نفوسهم أن السبيل لذلك هو الدمار من الداخل .. من الأساس.. من العقيدة. أرادوا تحطيمها من نفوس وعقول المسلمين في الهند الكبرى فاستخدموا لذلك أصحاب النفوس الضعيفة والقلوب المريضة, أولئك الخونة الذين ضعفت نفوسهم فباعوا ضميرهم لأجل الدنيا.. وقد تمكنوا –ويا للأسف- من زرع الفتن بين علماء الأمة مستغلين مساحة الجهل والأمية, ولم يقصروا في اتخاذ أخبث الوسائل مثل استعمال التربية الأوربية بدل الإسلامية لتتسنى لهم الفرصة لبث السموم في عقول المسلمين, كما استفادوا أيضا باغترار البعض بالحضارة الغربية وانبهارهم بكل ما يتعلق بها, فتصدع البناء وسقط على رؤوس المسلمين فانتهت إمبراطورية الإسلام في الهند كانـت تلك البدعـة هـي الاكتفاء بأحد مصدري التشريع وهو كتاب الله الكريم, والاستغناء عن السنة النبوية الشريفة وذلك بخطوات مدروسة بدايتها التشكيك في شرعية السنة, ثم في صدق ما ورد بها. ولتحقيق ذلك اتخذت عدة طرق تعتمد التشكيك في متن الأحاديث وطرق روايتها والرواة ومن ثم يسهل عليهـم التشكيك في الأحكام التي وردت بها ومن الهند انتشرت هذي البدعة إلى العراق ومصر وليبيا و أندنوسيا و ماليزيا وغيرها *بدايتهـا في الهنـد -سيد احمد خان -مولوي شيخ جراخ علي -ثم كان فارسها المقدام مولوي عبد الله جكر الوي -مولوي احمد الدين خواجه امرتسري -مولانا اسلم جراجبوري وأخيرا تولى رياستها غلام احمد برويز الذي أوصلها لساحل الضلال *اتفقت المصادر التي بحثت في نشأة منكري السنة في الهند, أنهم ثمرة غرس بذورها أعضاء حركة احمد رضا خان بالهند استجابة لمخطط انجليزي
*نشأة منكري السنة في مصـر في عهد محمد علي باشا وذلك حين بدأت البعثات تذهب لتلقي العلم بإيطاليا وبعد ذلك بفرنسا وفي عهد حفيده ازداد الأمر سوءا بإنشاء المحاكم المختلفة التي سمح لغير المسلمين أن يتولوا القضاء بها زاد الظلام بعد وصول جمال الدين الأفغاني حيث حل رابطة الوطن بدلا عن رابطة الدين ودعا إلى وحدة الأديان وتبعه محمد رشيد رضا وتلميذه محمد عبده, الذي صاغ مبادئ الحزب الوطني بمساعدة المستشرق بلنت على أنه حزب سياسي داعيا للفصل بين الدين والدولة. ثم أخذ على تطويع الشريعة لتتقبل مبادئ الحضارة الأوربية, -خصوصا بعد توليه منصب الإفتاء- بدعوى الإصلاح الديني الذي حدده تلميذه مصطفى عبد الرزاق في 1-تحرير الفكر من قيد التقليد, ومن أحكام زعماء الدنيا وزعماء الدين 2-اعتبار الدين صديقا للعلم, إذ لكل منهما وظيفة يؤديها 3-القرآن هو الأصل الذي تحمل عليه المذاهب والآراء في الدين ومن خلال جامعة القاهرة ثم الجامعة الأمريكية البروستانتية الإنجليزية بالقاهرة فتحت الأبواب للمستشرقين الذين وفدوا للتدريس بكلية الآداب ثم دار العلوم فأعدوا أجيالا من الأتباع والتلاميذ مازالوا هم طليعة الكتاب ورجال التدريس فتوالى على عمادة الكليتين ورئاسة الجامعة الكثير من منكري السنة *انقسم هؤلاء إلى ثلاثة أقسام1- قسم هدف إلى نبذ الدين وهدم كل ما يمت بصلة إلى الله 2- قسم أنكر السنة إجمالا بحجة أن القرآن فيه ما يكفي لتشكيل الحياة 3- قسم أنكر بعض السنة وأخذ بعضها بما يتوافق مع هواه * مصادر التلقي لدى منكري السنة -الخوارج -الشيعـة -المعتزلـة -وحديثـا.. المستشرقيـن *ماهو الاستشراق؟ هو تعبير أطلقه الغربييون على الدراسات المتعلقة بشعب الشرقيين.. وهي الدراسات الإسلامية, تلك الجهود الاستشراقية التي تبذل لخدمة أغراض التنصير ومحاربة الإسلام, وكان الاستشراق هو المعين لجماعة منكري السنة لإثارة الشبهات حول القرآن والسنة حيث أن المستشرقين جمعوا تراث الفرق المختلفة بما فيها الفرق الباطنية ووزعوه على المدارس بخطة مدروسة وفق المنهج التالي 1-تحليل الإسلام ودراسته بعقلية أوربية, تعتمد على القيم والمقاييس الغربية المستمدة من الفهم المحدود والمغلوط الذي يجهل حقيقة الإسلام 2-تحديد أفكار مسبقة, ثم اللجوء إلى النصوص لإثباتها واستبعاد ما يخالفها 3-الاعتماد على الضعيف والشاذ من الأخبار والأحاديث, وغض ا لنظر عن الصحيح والثابت 4-تحريف النصوص ونقلها نقلا مشوها, وعرضها عرضا مبتورا وإساءة فهم وتأويل ما لا يجدون سبيلا لتحريفه 5-عدم استيعاب المضمون الشرعي بسبب جهل اللغة العربية 6-الخلل المتعمد في استخدام مصادر البحث والمرجعية العلمية, للحكم بفساد متون الأحاديث النبوية 7-وفقا لمناهج حياتهم الفاسدة فقد فسروا سلوك المسلمين بأنه مدفوع بأغراض شخصية ونوازع نفسية دنيوية لعدم قناعتهم أن الدافع هو ابتغاء مرضاة الله