عادل عبدالله هندي الوقفة الثالثة:النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمبادرة في الحياةأخي القارئ الكريم: وقفة اليوم مع المبادرة، التي يجب أن نتعلمها ونتدرب عليها؛ وأن نحاول التجديد في دعوتنا لتفهيم الناس الروح الحقيقية للإسلامالمبادرة في حياة سيد الكائنات(بادروا بالأعمال)تمهيدإن من أبرز المحاور والعناصر التي يعتمد عليها في تكوين الشخصية الإيجابية في الحياة: التحلي بروح الإقبال والمبادرة. فالإنسان الإيجابي يبادر ويبادر في حياته حتى يحرك الماء الراكد، ويحطم قيود الكسل والروتين. وأهل اللغة يقولون: المسارعة إلى الشيء: المبادرة إليهومن مبادرة المرء في الحياة يبتكر ويعين غيره على النجاح والتميز، فضلا عن نفسه، ومن ثمَّ يصير له دور بارز في مجتمعه، مع الله والناس من حوله وخدمة أمته، وإلا كان كلًّا وحِمْلاً ثقيلاً عليها، ورحم الله الرافعي حين ترجم لهذا المعنى بقوله: "إن لم تزد شيئاً على الدنيا: كنت أنت زائدًا عليها"[2ومن هنا: كان لا بد من الإقبال على الأمور لا الإدبار والخجل، فكل ما يريده المسلم في حياته حقيقةً: همَّةٌ عاليةٌ يتحرك بها فتدفعه إلى البذل والعمل والإنتاج؛ ليحقق جزءًا من الكمال والإيجابية المنشودة، يقول ابن القيم – رحمه الله –: "وكمال كل إنسان إنما يتم بهذين النوعين: همة ترقيه، وعلم يبصره ويهديه"[3]. وكما يقول د/ أكرم رضا في «إدارة الذات»: "عندما نجلس على شاطئ البحر فنتمنى أن نتعلم العوم، ولن يحقق أمنيتنا إلا أن نلقي بأنفسنا في الماء"[4ومقصود الكلام: أن من الواجب أن يتعلم الإنسان معنى المبادرة والإقدام والمكونان للشخصية الإيجابية والفعالة في المجتمع، وهو معنى جميل يجب أن يتعلمه الشخص الطموح للإيجابيةوقفة من حياة رسول الله إن النموذج الأعلى في المبادرة: رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم فكان مُبادِرًا في علاقته بربه، غير متكاسل أو متهاون: فنجده يقوم من الليل حتى تتورم قدماه!! ثُمَّ يُسْأل عن ذلك، فيقول: «أفلا أكون عبداً شكورًا؟!!»[5] وهذه مبادرة الداعية العامل والمثابر على طريق الله تعالىولا نحتاج إلى كثرة دليل على مبادرة النبي المجاهد العامل الباذل لدين لله، فهو الذي كان يدعو ويتحرك بدعوته في كل ما استطاع أن يصل إليه من أقطار وأمصار، وهو الواقف مع الصحابة في أرض الجهاد والتضحية، يسبقهم للخير، فليس بحاكم مستبد يجلس في مكتبه يأمر وينهي ولا يعمل .. أبدًا .. بل كان يتحرك ويتحرك، حتى غرس هذه القيمة الإيجابية في حياة أصحابه وأتباعه ونفوس زوجاته الكريمات، والمبادرة مطلوبة على حال في حياة الإنسان، والمبادرة السريعة في أمور الآخرة فرض شرعي، وإن تكاسل الإنسان في مبادرته في أمور الدنيا. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا أَوْ غِنًى مُطْغِيًا أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا أَوْ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ أَوْ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ»[6موقف الإسلام من المبادرةوأهميتها في تكوين الشخصية الإيجابيةأولاً: القرآن الكريم لقد كان وسيظل القرآن هو الكتاب الهادي للبشرية إلى الطريق الحق وطريق الخير والرشاد. ومن خلال القراءة في ءآياته المباركة نكتشف أنه حضّ على المبادرة والمسارعة. والإسلام ينظر إلى هذه النقطة نظرة واضحة، وقد بيَّن القرآن أنَّ من أهم سمات الشخص الإيجابي: المبادرة والعمل الدائم والمسارعة في المهام الطيبة المباركة، يقول الله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[7] فالعمل والمسارعة تُحْسَب على الإنسان ويُحاَسب عليها، ولا يكفي في معنى الانتساب للإسلام النية؛ وذلك "لأن الإسلام منهج حياة واقعية، لا تكفي فيه المشاعر والنوايا، ما لم تتحرك إلى حركة واقعية. وللنية الطيبة مكانها، ولكنها هي بذاتها ليست مناط الحكم والجزاء. إنما هي تحسب مع العمل، فتحدد قيمة العمل"[8]، وقد ورد ما يخدم هذا المعنى في قول الله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ}[9] أي ليعمل المبادرون، الذين تهفوا نفوسهم إلى الفوز العظيم والخير العميمإن المسلم الذي يعي أنه مسئول ومحاسب أمام الله تعالى، يدفعه وعيه هذا وإحساسه بذلك إلى التحرك والتفاعل مع الناس، ومع نفسه في أول الأمر، فهو يفهم جيدًا أنه لا تزول قدما العبد يوم القيامة حتى يُسْأل عن العمر والشباب والمال والعلم، ومن لم يبادر ويتحرك سيتأخر كثيرًا، ومن ترك العمل أو قصَّر فيه فإنه إلى الوراء يتراجع. وما أروع ما عَبَّر به ابن القيم – رحمه الله – في هذا المعنى، حيث قال: "فالعبد سائر لا واقف، فإما إلى فوق وإما إلى أسفل، وإما إلى الأمام وإما إلى الوراء وليس في الطبيعة ولا في الشريعة وقوف ألبته، ما هي إلا مراحل تطوى، أسرع طئ إلى الجنة، أو إلى النار، فمسرع ومبطئ ومتقدم ومتأخر، وليس في الطريق واقف ألبته"[10والقرآن الكريم يعلم المسلم المبادرة والإقبال على الأمور، ويقوم القرآن بتدريب المسلم على هذا المعنى؛ ليكون شخصية إيجابية، ومن وسائل القرآن في تأسيس هذا المبدأ1- التصريح بالأمر والنهى، بما يدفع في النفس التحرك والمبادرة والمسارعة[11]، وتكون الفائدة بتأسيس قناعة داخل النفس المؤمنة بأن الحل الأمثل للوصول للرشاد والنجاح الإيجابي في الحياة: المبادرة2- ذكر قصص للمبادرين المثابرين على الحق، والمصرين على توصيل الخير للغير، وعلى سبيل المثال: التذكرة بقوم تحركوا مبادرين إلى الله وسارعوا، فوسَّع الله رزقهم وأدخلهم جنته؛ لأنهم كانوا يسارعون في الخيرات {يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ}[12]، ويعلق الإمام القرطبي في تفسيره على هذه الآية قائلاً: "يسارعون في الخيرات التي يعملونها، مبادرين غير متثاقلين"[13]، ويقول عزوجل: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ. أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ}[14]، وفي رد الله تعالى على زكريا حين طلب منه ولدًا يرثه، قال تعالى: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ}[15]، ثُمَّ علَّل السبب في الاستجابة وتلبية ما أراد بقوله: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}[16] كانوا مبادرين إلى كل خير لا ينتظرون أحداً يحرِّكهم، بل يتحركون من داخل أنفسهم؛ لوضوح الغاية والهدف أمام الأعين. ومن خلال النماذج القرآنية الماضية، نستنبط أن هذه التربية الوجدانية القرآنية الإيجابية تتطلب الآتي: "حب+ تشجيع+ حرية+ انضباط= صفات إنسانية وجدانية إيجابية قوية فعَّالة إعمارية"[17]، وهذا هو الذي يجب أن نعلمه وأن نربيه في نفوس الشباب والشيوخ والرجال والنساء من أبناء أمتنا الإسلامية3- يعلمنا القرآن أن نكون مبادرين بدون انتظار أوامر من أحد، ويضرب على ذلك أمثلة تدفع المسلم دفعًا نحو الإنتاج والبذل والعطاء. فالإنسان الإيجابي يتحرك بحركة الهدهد المُبَادِروالذي كان بسببه إسلام أُمَّة بأكملها[18 ، ولم ينتظر أمراً من قائده، وهذا هو النموذج الذي نريده ونحتاجه لتكوين شخصيات فاعلة ومتميزة تنفع أمتها ودينها "فإن الجندي الذي ينتظر توجيه قائده في كل كبيرة وصغيرة: سيقف عن المسير حينما ينظر حوله فلا يرى قائده"[19]، وهذه النملة التي قصَّ علينا القرآن قصتها في سورة النمل[20]، وما بادرت به من إنقاذ مجتمعها وإرادة الخير لهم "هكذا استمرار دائمٌ في الحركة دون ملل أو كسل – وهكذا يجب أن يكون المسلم والداعية – ، الناظر إليه من علو يراه كالنملة التي لا تقف أمام العوارض التي في الطريق، ولا تحتقر نفسها أمام ضخامة تلك العوارض فإنها تحاول جرَّهَا، فإن لم تستطع أخبرت جماعتها فتساعد الجميع لإزالة ذلك العارض"[21]. وهكذا فقد بدا لكل ذي عقل ولُب أن القرآن يرشد إلى المبادرة كمحور تتأسس من خلاله الشخصية الإيجابية في الحياةومن السنة ما دلَّنا على المبادرة الحياتيةلقد زخرت سنة النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم وسيرته وسيرة أصحابه العظام بنماذج المبادرة الإيجابية، والتي أينعت مجتمعاً يحمل الرسالة الإسلامية على عنقه، ويُضحِّي في سبيلها بكل غالٍ ونفيس. ولأهمية المبادرة في الحياة النبوية، فإن د. هشام الطالب، يقول: "لقد تعارف البشر منذ القدم على أن قوة الشخصية والإقدام والتمتع بروح المبادرة والشجاعة وهمة النفس كلها من صفات القيادة والشخصية الإيجابية. فعلى الشخص الإيجابي والقائد الناجح وضع الخطط وتنظيم عمل الآخرين وتوجيههم، فهو صاحب القوة والعزم والتصميم والإقبال الفعَّال"[22]. ويكفي أنه كان مبادرا1. في التعبد لله، قائما صائما متصدقا جوادا2. في التعامل الاجتماعي: من زيارة وود وصلة رحم، واحترام جيرة3. في الحروب: وكان يحمل مبادرا التراب مع أصحابه4. في الدعوة: يرسل إلى الرؤساء والملوك الرسائل ويدعوهم للإسلام5. مبادرة في الصلح والتصالح: كما في الحديبية6. مبادرة في الإصلاح بين الناس7. مبادرة في إنكار المنكر وتعريف المعروف8. مبادرة مع الشباب والصغار والنساءوهكذا: كانت حياته صلى الله عليه وسلم كلها مبادرة في مبادرة، وتخرج من تحت يديه أصحابه وهم فاهمون لهذا الدرس، ولهذا كُتِبَ لهذه الرسالة النجاح، والخلود: ويا ليت حكامنا ومحكومينا، ونساءنا ورجالنا، يفهمون هذا الموقف من حياته عليه الصلاة والسلاموشريعة الإسلام شريعة إيجابية، "فقد تميزت بالإيجابية الفاعلة والمثمرة – سواء أكان ذلك في العقيدة أو التشريعات أو المعاملات والسلوكيات، مع النفس والآخرين –، وإنها لتصنع الحلول العملية والمناسبة لكافة المشكلات"[23]. ولذا تميزت شريعتنا على غيرها من الشرائع، ومن بحث عن حلٍّ دونها فإنَّما يتخبط في ظلمات، ولا نقول هذا تعصباً وإن كان التعصب حق لكل ذي حق، فالعقل يؤيد ما نقول ويُبَرْهِن عليه واقع الحياة نماذج من المبادرين والمثابرين في واقع حياة الرسول والصحابة1-مبادرة من أجل تعلم الدين وأحكامه والبحث عن الحق: ونمثل على ذلك بنموذجين· (مبادرة سيدنا عبد الله ابن أم مكتوم في بحثه عن الإسلام)[24] ، وقد جاء إلى رسول الله يسأله عن الإسلام، فتحرك وبادر حتى نزل فيه قرآنا يُتْلَى إلى يومنا هذا في سورة عبس[25]. فهذه إذًا مبادرة عمليَّة لمن أراد تحقيق الإيجابية، فيتحرك المسلم ويتعلم ويطلب العلم، ولا يتكاسل عن تحصيل الخير· وهذا نموذج سيدنا سلمان الفارسي بقصته المشتهرة في بحثه عن الحقيقة، ومبادرته إلى الله العليّ سبحانه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم . وأقول: هل لو أنه توقف عند أول محطة أو ثاني محطة مثلاً، وهو يبحث عن نبي آخر الزمان بسبب أو آخر، أو أوقفه استعباد المجوس أو ظلم الأحبار أو لؤم اليهود... هل لو وقف كان سيصل إلى شاطئ النور النبوي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! بالطبع: لا؛ لأنها المبادرة المثمرة والنافعة، والتي تُبَلِّغ الطموحات وتأخذ بالأرواح إلى مستقبل بارعٍ وهادئ2- مبادرة في توصيل الخير للآخرين، وإرشاد الناس إلى الله والدعوة إلى الله، وأضرب على ذلك بنموذجين أيضا· نموذج الجن، الذين عملوا بالدعوة وبلغوا قومهم رسالة الله تعالى[26·نموذج الداعية الشاب المبادر: سيدنا مصعب بن عمير، وقد أرسله رسول الله إلى المدينة ليبلغ الدعوة، بلا كسل أو تهاون، فبادر بالدعوة ودخل الناس في دين الله تعالى مسرعين من آثار دعوته رضي الله عنه3- مبادرة في الجهاد وإزالة الشرك والظلم من الأرض، وما أروع نموذج سيدنا حنظلة السابق[27]، وكذا سيدنا سماك بن خرشة (أبو دجانة) في غزوة أحد فعن أنس رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ سَيْفًا يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: «مَنْ يَأْخُذُ مِنِّي هَذَا فَبَسَطُوا أَيْدِيَهُمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ يَقُولُ أَنَا أَنَا قَالَ فَمَنْ يَأْخُذُهُ بِحَقِّهِ قَالَ فَأَحْجَمَ الْقَوْمُ فَقَالَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ أَبُو دُجَانَةَ أَنَا آخُذُهُ بِحَقِّهِ قَالَ فَأَخَذَهُ فَفَلَقَ بِهِ هَامَ الْمُشْرِكِينَ»[28]. إنها مبادرةٌ وطموح، وهمَّةٌ عالية تدعو المسلم للتفكير في الإسهام في مجالات الخير كلَّها، وإنما تجتمع أعمالُ البرِّ وأنواع المبادرات في عظائم الرجالوهذه المبادرة الذاتية تنشأ من الإيمان بالله تعالى، والإيمان بصحة المنهج الذي ينتهجه المسلم في حياته، فيتحرك ولا يكون من الذين أقعدتهم السلبية وعطلهم الكسل عن الطموحات الغاليةومما سبقفإننا قد استفدنا أن المبادرة في حياة سيد الكائنات كان أمرا طبيعيا لا متكلفا من رجل فهم رسالته وتحرك لها ومن أجلها «مبادرة لا تكبلها القيود، ولو كانت عظيمة أو متراكمة، والإنسان بتلك الإيجابية يجد نفسه مُبادرًا إلى كل خير، ومُسارعًا لكل رشادٍ وبر؛ لأنه يفهم غايته ويدرك رسالتهويمكن في النهاية طرح مجموعة من التساؤلات[29]، التي يتضح من خلالها مدى اتسام الإنسان بروح الإيجابية في إيمانه وتواصله الاجتماعي ومبادرته في الحياة
م
السؤال
نعم
لا
1
هل لديك قناعة حقيقية بأن الإيمان هو أهم الروافد
الأساسية لتنمية الشخصية الإيجابية؟
2
هل ترى أنَّ طاعة الله والتوكل عليه في كل الأمور
هو الخطوة الأولى والفعَّالة نحو التحلي بالإيجابية المؤثِّرة؟
3
هل تشعر بالإحساس بالذنب إذا قصرت في علاقتك
بالله عزوجل ؟
4
هل تشك في مقدرتك على إجادة العمل مع فريق
جماعي؟
5
هل تؤمن بأن العمل الجماعي والتفاعل الاجتماعي
أقوى في ثماره وأعمق من العمل الفردي؟
6
هل تؤمن بمستقبل أفضل وأنجح للمثابرين في
الحياة؟
7
هل تواصل المضي في طريق حياتك غير مكترث بالإخفاق
أو العقبات التي تقابلك في الطريق؟
8
هل تتخذ لك دستورًا أخلاقيًّا ترغب في أن تسير
عليه أنت وأولادك؟
9
هل تبادر إلى القيام بالأعمال الإيجابية التي يجب
عليك القيام بها دون تأخير أو تأجيل؟
10
هل دائمًا تنتظر الأوامر من أحد لتتحرك في
حياتك؟
11
هل تحيط نفسك بمجموعة من الأصدقاء تُقَوِّيهم
وتَتَقَوَّى بهم؟
12
هل يتوقع منك المحيطون بك أن تكون في المقدمة
دائماً في أداء الواجبات الاجتماعية المختلفة؟
13
هل ترضى سريعًا بما يقدره الله لك ولأهلك في
الحياة؟
14
هل تعبر عن رأيك وتقترح باستمرار على الغير دون
خوف أو تردد؟
15
هل تبادر بشكر نعم الله التي يسوقها إليك؟
16
هل تؤمن بأن من الحقائق الأساسية عن بني الإنسان
هي أن كلا منهم يحتاج إلى الآخر؟
17
كلما كانت حاجات الجماعة مرتبطة بحاجات الفرد
كلما قوى العمل الجماعي.
18
أنا
أعتقد في فرضية المبادرة الذاتية لأننى إن لم أفعل فقد تقاعست عن الأداء
وتحمل التبعات، وقد فرطت في الأمانة التي أسندت إلىّْ.
19
لا بد من اللجوء إلى الله وأن نسأله التوفيق ونور
الفهم في أمور المبادرة؛ لأنها نعمة ربانية وليست صنيعة إنسانية.
20
أعتقد أن كل الأعمال يجب أن يتم من خلالها تطبيق
مفهوم المبادرة في الأعمال وعمل الخيرات.
----------------------- [1] لسان العرب لابن منظور – باب السين – مادة سرع – ج22 ص1994 [2] وحى القلم، أ. مصطفى صادق الرافعي – ج2 ص80 – ط2 (بدون تاريخ) دار المعارف – مصر [3] مفتاح دار السعادة للإمام ابن قيم الجوزية، ج1 ص35 – ط1، 2004م – مكتبة الصفا – مصر[4] إدارة الذات د. أكرم رضا: ص57 – ط1، 2007م – ط. دار الفرقان للترجمة والتوزيع – مصر [5] صحيح: رواه البخاري – كتاب الرقاق – باب الصبر عن محارم الله – ح6471 – ج4/ 186 [6] ضعيف: أخرجه الترمذي في «الزهد»، باب: «مَا جَاءَ فِي الْمُبَادَرَةِ ومعناه» – ج4 – ح2306 – ص552، وقال أبو عيسى عنه: «هَذَا حدِيثٌ حَسَنٌ غرِيبٌ، لاَ نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ مُحَرَّرِ بْنِ هَارُونَ، وَقَدْ رَوَى بِشْرُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ عَنْ مُحَرَّرِ بْنِ هَارُونَ هَذَا. وَقَدْ رَوَى مَعْمَرٌ هَذَا الْحَدِيثَ عَمَّنْ سَمِعَ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ r نَحْوَهُ»، وقال عنه الشيخ الألباني في أحكامه وتعليقاته على سنن الترمذي: ضعيف (الضعيفة/ 1666) – ص521 [7] التوبة: آية [105 [8] في ظلال القرآن، أ. سيد قطب: ج3 ص1709 [9] الصافات: آية [60، 61 [10] مدارج السالكين لابن قيم الجوزية، ج1 ص199 – ط: 2004م – دار ابن الهيثم – القاهرة [11] وردت الآيات الصريحة في الأمر بالمبادرة في القرآن في مواضع عدة، وقد سبق ذكرها عند الحديث عن اهتمام القرآن بالإيجابية، والسور منها: سورة البقرة: آية [148]، سورة آل عمران: آية [133]، سورة المائدة: آية [48]، سورة الحديد: آية [21]، سورة المطففين: آية [26 [12] سورة آل عمران: آية [113، 114[13] تفسير القرطبي: 8/ 1418 [14] سورة المؤمنون: آية [60، 61 [15] سورة الأنبياء: آية [90 [16] سورة الأنبياء: آية [90 [17] الرؤية الكونية الحضارية القرآنية، مرجع سابق، ص209[18] إشارة إلى الآيات الواردة في سورة النمل (قصة الهدهد مع نبي الله سليمان عليه السلام) – من 20: 44[19] مجلة الرسالة: مقالة بعنوان (حروف من خبر الإيجابية)، د. محمود الصالح – عدد 18 – السنة الخامسة – ذو الحجة 1426هـ – يناير 2006م[20] سورة النمل: آية [18[21] المصفى من حياة الدعاة، أ. عبد الحميد البلالي، ص43، ط4، 1992م – ط: دار الدعوة للنشر والتوزيع – الكويت، بالتعاون مع: دار الوفاء المنصورة – مصر[22] دليل التدريب القيادي، د. هشام يحي الطالب، ص65، ط1، 1994م – ط: المعهد العالمي للفكر الإسلامي – أمريكا[23] أهداف التشريع الإسلامي، د. محمد حسن أبو يحيي، ص253، ط1، 1985م – دار الفرقان – عمان[24] صحيح: رواه الترمذي في سننه – ج5 – ح3331 – ص432 – كتاب تفسير القرآن – باب (ومن سورة عبس)، وقال عنه أبو عيسى: هذا حديث غريب. وقال عنه الألباني: صحيح الإسناد – ص755 في: سنن الترمذي بأحكام الألباني، وذكره أبو جعفر الطبري (محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي)، في تفسيره: «جامع البيان في تأويل القرآن» – (24/217 – 218) – تحقيق: أحمد محمد شاكر، ط1/2000م – ط. مؤسسة الرسالة – مصر[25] إشارة إلى الآيات الواردة في سورة عبس: من [1: 16[26] إشارة إلى الآيات الواردة في سورة الأحقاف: من آية [29 : 32[27] أخرجه الحاكم في المستدرك – ج3 ص4982 – ص245، وقال عنه الحاكم إنه صحيح على شرط مسلم[28] صحيح: رواه مسلم – كتاب فضائل الصحابة – باب من فضائل أبي دجانة سماك بن خرشة رضي الله عنه ح2470[29] هذه عبارة عن مجموعة من الأسئلة المتنوعة، التي تحاول قياس مدى اتسام المرء بروح الإيجابية في إيمانه بربه، وعلاقته به، وكذا اتسامه بروح العمل الجماعي، والمبادرة في الأمور، وبعضها يخص القناعات وبعضها يخص الأفعال، ويتم الإجابة عليها بـ (نعم) أو (لا)، والتي من شأنها أن تساعد الإنسان في اكتشاف الإيجابيات والسلبيات في طريق الإيجابية