فجر مفتي محافظة نابلس الشيخ أحمد شوباش قنبلة دينية من العيار الثقيل عندما أصدر فتوى تحكم بكفر كل من يتبنى عقائد الجماعة الأحمدية وذلك بناء على استفتاء من رواد احد المساجد بتاريخ 18 جمادى الآخرة الموافق 14-7-2005.فرقة القاديانية أو الأحمدية
فجر مفتي محافظة نابلس الشيخ أحمد شوباش قنبلة دينية من العيار الثقيل عندما أصدر فتوى تحكم بكفر كل من يتبنى عقائد الجماعة الأحمدية وذلك بناء على استفتاء من رواد احد المساجد بتاريخ 18 جمادى الآخرة الموافق 14-7-2005
أعود إلى الوراء قبل 6 سنوات عندما فاجأني أحد أبناء قريتنا – كفر صور- بمنطقة طولكرم – الضفة الغربية بالقول: إن مجموعة صغيرة من شبان القرية - وسماهم لي - قد تحولت إلى دين جديد وأنهم يؤمنون بأن لهم نبي ظهر في الهند وأنه المسيح الموعود والمهدي المنتظر. وأضاف في حديثه بالقول : إنهم نفس المجموعة التي انتمت لحماس في بدايات ظهورها وتحولت إلى جماعة من التكفير والهجرة واليوم عثروا على دين جديد ! وبعد مدة من الزمن شاع في الناس أن هذه المجموعة إنما تحولت بسبب الإغراءات المادية ، والبعض قال غامزا ضاحكاً : إنهم لن يستمروا في الدين الجديد وأنهم لسوف يتحولوا عنه
ورغم المحاذير قررت أن التقي كبيرهم في بلدتنا – هاني طاهر- لأتحدث معه وأستفسر منه عن جماعته حيث أيقنت أن الرجل قد قطع شوطاً كبيراً في المضي قدماً بأفكار وعقائد الجماعة الأحمدية والتي تبينه كل الدلائل أنه لا رجعة عن هذا الانتماء أما تاريخ مؤسس الأحمدية نفسه فإنه وبحسب المصادر الأحمدية فإن عائلته تعود لأصول فارسية لقبيلة البرلاس ، وأن لقب ميرزا هو لقب تكريمي وأن أجداده قد تركوا خراسان في القرن السادس عشر الميلادي في عهد الملك بابر مؤسس الحكومة المغولية في الهند ، وان مولد غلام احمد قد تم في 13 شباط عام 1835 في ولادة تواؤمية حيث ولدت معه بنت توفيت بعد مدة قصيرة. وعندما بلغ مؤسس الأحمدية ال40 من العمر ادعى بأن الله أوحى إليه وبعثه على رأس القرن ال14 ليجدد الدين . وقد باشر بالكتابة في المواضيع الإسلامية منذ عام 1880 حتى عام 1890 عندما أعلن أن الله قد أرسله مسيحاً موعوداً ومهدياً منتظراً وظل كذلك حتى وفاته في 26 /5/1908 مخلفا وراءه قرابة 80 كتاباً، وقد خلفه نور الدين القريش الذي توفي عام 1914 ليخلفه بشير الدين محمود ابن مؤسس الأحمدية وبقي في منصبه حتى وفاته عام 1965 ليخلفه الميرزا ناصر احمد المتوفى عام 1982 تلاه انتخاب ميرزا طاهر احمد والذي توفي قبل أقل من عامين حيث انتخبت الجماعة مسرور أحمد المقيم في لندن زعيماً لها ولا يزال
لقد وصلت الدعوة الأحمدية إلى فلسطين عن طريق حيفا عندما قدم إليها الخليفة الأحمدي الثاني بشير الدين محمود أحمد ابن مؤسس الجماعة عام 1924حيث حضر بمعيته المبشر الأحمدي جلال الدين شمس الذي أسس مركز الجماعة في الكبابير على قمة جبل الكر مل في حيفا ، وقد تبع ذلك بناء أول مسجد للجماعة هناك عام 1934 وتم إعادة بناؤه عام1979 ويعرف بمسجد- سيدنا محمود- ، وتضم قرية الكبابير قرابة ال3000 نسمة معظم سكانها من أتباع الأحمدية الفتوى التي أصدرها الشيخ شوباش في نابلس والتي تقضي بتكفير الأحمديين لم ولن تكون الأخيرة في عالمنا العربي والإسلامي لأسباب تعتبر مخالفة لروح ونص العقيدة الإسلامية ، ومنها قضية استمرار النبوة وأن محمداً خاتم النبيين يعني حسب التفسير الأحمدي زينة الأنبياء وليس آخرهم!! ، كذلك في مسالة رفع عيسى إلى السماء بعد أن شبه لأعدائه بينا تقول الجماعة أن عيسى عليه السلام قد مات !! كذلك موضوع المسيح المنتظر وظهور الدجال في آخر الزمان !! ولا شك أن هناك خلافات عميقة في العقائد بين الجماعة الأحمدية وعامة المسلمين- السنة- وإن قالت الجماعة بأنها تقتفي سنة الله ورسوله
ولا تنكر الجماعة أن أسرة مؤسسها قد كان لها باع طويل في التعامل مع الحكومة الإنجليزية حيث ساعدت الأسرة الإنجليز في حربهم ضد السيخ وغيرهم، وعادت الأسرة بمساعدة إنجليزية إلى موطنها في قاديان بعد أن أجليت عنها فترة من الزمن
في باكستان تعرض الأحمديون لنكبة على يد الرئيس الباكستاني الجنرال ضياء الحق الذي أصدرت حكومته في 24-4-1984حكماً عسكرياَ منعت فيه الأحمديين من إعلان دينهم ، ونشرت كتيبا أسمته البيان الأبيض بعنوان : القاديانية خطر رهيب على الإسلام ، وأوضحت فيه عقائد الجماعة وتقولاتهم وردود علماء الإسلام عليهم
الاتفاق والاختلاف بين الجماعة وعامة المسلمينيقول أتباع الجماعة الأحمدية: إن مؤسس الجماعة لم يهمل العرب بل خاطبهم بعبارات تفيض بالرقة والمحبة في كتابه" التبليغ الإعجازي"، ويذكرون أنه تحدث إلى صاحبه عبد الكريم السيكوتي حول ضرورة تبليغ العرب على أن يكتب المؤسس باللغة الأردية ويقوم السيلكوتي بالترجمة إلى العربية ، ويضيفون أنه رأى في تلك الليلة أن يكتب بالعربية فيما يعتبرونه معجزة أن يكتب الخليفة بالعربية التي لم يعرفها من قبل
أما في الشام فتقول المصادر : إن أول من بايعوه محمد سعيد طرابلسي. ولاحقاً في العام 1913 أرسل الخليفة الأحمدي الأول نور الدين القرشي صاحبه زين العابدين إلى مصر للتخصص باللغة العربية حيث درس هناك وانتقل إلى بيروت ودرس فيها على يد صلاح الدين الرافعي الذي قبل الأحمدية وأعلنها في حفل عام!!! وقد جرى تعيين زين العابدين مدرسا لتاريخ الأديان في كلية صلاح الدين الأيوبي في القدس والتي أقيمت لتخريج دعاة مسلمين في مواجهة التبشير المسيحي المضطرد حيث تتلمذ على يديه الشاب منير الحصني الذي أصبح أحمدياً
في فلسطين تذكر المصادر الأحمدية أنه زار حيفا والقدس وبيت لحم والخليل ، وقد تمت دعوته لشرب الشاي في منزل مفتي القدس ، وقد عاد لحيفا والتقى مع حاكم المحافظة قبل أن يغادر إلى دمشق بالقطار لكن على ما يبدو إن دمشق لم ترحب بالخليفة حيث حصلت ضجة وهياج ديني لم تشهد المدينة مثيلاً له حتى أن هناك من حاول نسف فندق السنترال الذي نزل به الخليفة الأحمدي وعندها أعلنت الحكومة الفرنسية أنها عاجزة عن حمايته وصحبه ونصحته بمغادرة البلاد بعد مصادرة نشرة ( النداء) التي أعدها الوفد وكانت لم تزل في المطبعة، فعاد الوفد إلى بيروت ثم إلى عكا وحيفا ومنها إلى بورسعيد بمصر
بعدها وصل إلى فلسطين مكانه أبو العطاء الجلندهري حيث مكث حتى العام 1936 في الكبابير وهو الذي أكمل بناء مسجد سيدنا محمود) فيها وأسس مجلة البشارة التي تحولت إلى البشرى الحالية ، وهي لسان حال الجماعة في الديار العربية . وقد توفي أبو العطاء في العام 1977 تاركا عدة مؤلفات بينها تعليقات على البهائية والتي تواجدت إلى جانب الأحمدية في حيفاوأخيراً وقبل أيام تعرض عدد من المصلين الأحمديين فجراً في مسجدهم بباكستان لإطلاق نار قتل وجرح عدد منهم ، وقد ثارت ثائرة الأحمديين في فلسطين لإطلاق الفضائيات العربية كلمة معبد بدلاً من مسجد ، كما ويتحسس الأحمديون من ذكر عبارة أنهم قاديانيون- نسبة إلى قاديان - ويصرون على أنهم مسلمون رغم إصرار العالم الإسلامي على تكفيرهم