الوقفة الثانية عادل عبدالله هنديمقدمة ضرورية عن علاقتنا الحقيقية بالرسول الحبيب أخي المسلم: يا شرف الإنسانية في كل زمان ومكان
إننا بحاجة إلى أن نعيش ونحيا بسيرة الرسول المصطفى، ولا يكفي حفظها أو قراءتها؛ فإن كثيرًا ممن يترسمون الدين ويسيرون به في الدنيا -أحيانا- دينهم يكون نظريا وكلامًا يفتقد العمل والتطبيق، ولذا فموعدنا هذه المرة مع النموذج العملي من خُلُق الرسول العامل المخلص الوفي المجاهد
وأنقل لك هنا أخي القارئ مقولة لشيخنا الغزالي –رحمه الله تعالى- في كتابه فقه السيرة وهو يتحدث عن العلاقة الحقيقية بيننا وبين رسولنا، فيقول عن بعثته: «إنه لم يبعث ليجمع حول اسمه أناساً قلّوا أو كثروا» ثم قصَّ بعض ما رآه في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- فيقول: ففي مسجد النبي (صلَّى الله عليه وسلم) بالمدينة رأيت حشداً من الناس يتلمس جوار الروضة الشريفة ويود أن يقضي العمر بجانبها. ولو خرج النبي حياً على هؤلاء لأنكر مرآهم وكره جوارهم. إن رثاثة هيئتهم، وقلة فقههم، وفراغ أيديهم، وضياع أوقاتهم، وطول غفلتهم، تجعل علاقتهم بنبي الإسلام أوهى من خيط العنكبوت. قلت لهم: ما تفيدون من جوار النبي؟ وما يفيد هو نفسه منكم؟ إن الذين يفقهون رسالته ويحيونها من وراء الرمال والبحار أعرف بحقيقة محمد (صلَّى الله عليه وسلم) منكم. إن القرابة الروحية والعقلية هي الرباط الوحيد بين محمد عليه الصلاة والسلام ومن يمتون إليه. فأنَّى للأرواح المريضة والعقول الكليلة أن تتصل بمن جاء ليودع في الأرواح والعقول عافية الدين والدنيا»([1])، فالحاجة للعمل بالسيرة أوثق من حفظها وقراءتها
وعن قيمة التمسك بالأخلاق الطيبة كان النبي يطلب الخلق الحسن نظريا بالدعاء وعمليا بالتطبيق: فمن الناحية النظرية كان رسولنا يدعو ربه كما يروي مسلم رحمه الله- أنه -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قام إلى الصلاة قال: «وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ....... اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّاأَنْتَ»([2]) واهدني لأحسن الأخلاق أَيْ: «أَرْشِدْنِي لِصَوَابِهَا وَوَفِّقْنِي لِلتَّخَلُّقِ بِهِ»([3]). وهكذا يجب أن يكون سلوك وطريقة المسلم المُحِبّ لربه ورسوله ودينه وخُلُقِه. وكان يستعيذ بالله دوما من سوء الأخلاق رغم علو مكانته وعظيم قدسيته -صلى الله عليه وسلم- فكان يدعو يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ وَسُوءِالْأَخْلَاقِ»[4
والآن: مع وقفة جديدة من وقفات سيرة خير الناس، وأعطر الناس، الذي كان أزكى الناس نفسا، وأخلصهم قلبا، وأعطرهم مِسْكَا، وأسلمهم صدرا، وأحسنهم خُلُقَا، وصدق فيه قول ربه: «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ»([5]). نحن هذه المرة مع موقف جديد من السيرة العطرة، نحن الآن مع النبي الوفيّ صلوات ربي وسلامه عليه نتحدث في هذه الوقفة عن الوفاء في حياة النبي وفي جزئية بسيطة جدا من حياته لعل الكثيرين يفتقدونها، هى: (الوفاء في العلاقة الزوجية أولا: تعريف الوفاء معاشر الإخوة -الوفاء هو ذلكم الخُلُق النَّبِيل يدل على سلامة الفطرة وكرم الطبع وعِظَمْ الأصل وحُسن الخلق لذا وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطينا النموذج العملي في أن نكون أوفياء، وخاصة في العلاقة بالزوجة، فإن البعض قد يكون وفيا مع صديق له أو زميل معه في العمل؛ وذلك من باب نخوة الصحوبية أو الزمالة أو الصداقة أو الجيرة. ولكننا هنا نطلب الوفاء في أدق علاقة في الحياة، وهى تلك العلاقة المقدسة التي عبَّر الله عنها في كتابه بقوله: «مِيثَاقًا غَلِيظًا»[6 ثانيا: النموذج العملي من السنة والسيرة فهيا بنا لنقف مع هذا النموذج العملي الذي أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله- في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها وهي تقول:«مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ وَمَا رَأَيْتُهَا وَلَكِنْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ ذِكْرَهَا وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أَعْضَاءً ثُمَّ يَبْعَثُهَا فِي صَدَائِقِ خَدِيجَةَ فَرُبَّمَا قُلْتُ لَهُ كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إِلَّا خَدِيجَةُ فَيَقُولُ إِنَّهَا كَانَتْ وَكَانَتْ وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ»[7 ثالثا: وقفات ومحطات إن هذا الموقف النبوي النبيل الذي امتلأ بالوفاء لزوجته الأولى (خديجة)، وهذا النموذج: مليئ بكثير من الوقفات التربوية والاجتماعية والعملية والمميزة للغاية، مما يمكن أن نقول عنه: أنه موقف قد لا يتكرر في دنيانا التي نحياها -إلا القليل من القليل-، وهذا النموذج يجعلني أنظر إلى بيوتنا نحن المسلمين؛ لنعلم ونتعلم أن الحياة الزوجية لابد أن تقوم على الوفاء
والوفاء مطلوب من الزوج لزوجته ومن الزوجة لزوجها، وبهذه الوفاء النبوي والبشري, تقوم على وفاء الزوج لزوجه والزوجة لزوجها وبهذا الوفاء تصان الأسر وتصان البيوت وتستديم العشرة. ونبينا أكثر الناس وفاء في حياة البشر، في كل محاور الحياة، إلا أني أخص الحديث هنا عن الوفاء بين جنبات الأسرة المسلمة؛ وذلك لكثرة السهام الموجهة إليها، وأنها معرضة –في الحقيقة- للهلاك والدمار من وقفات الحدثالوقفة الأولى إذا أردنا أن نقف مع بطلة الحدث فهى · كانت أول سيدة تدخل في الإسلام من النساء · إنها: خديجة الطيبة، الكريمة، أم البنات والأبناء · ورفيقة درب أشرف وخير الأنبياء · وهى الحاضنة المواسية المبشرة ببيت في الجنة عند رب الأرض والسماء ·وهى السباقة في إعانة النبي، ولها قصب السبق والسباق والاستواء · والتي كان يُكِنُّ لها الرسول كل ود وصفاء وحب ووفا وللتوضيح: فإن هذا الوفاء منها -كزوجة- قوبل بوفاء أعظم من سيد الخلق محمد -كزوج-، وتلك رسالة للزوجة بداية: أن انتبهي لزوجك وكوني وفية يحفظ لك حياتك ومماتك وأهلك، والمرأة مطالبة بالوفاء لزوجها في غيابه، وقد عد النبي صفات المرأة الصالحة، والتي تصلح للزواج فقال: إذا نظر إليها سرته وإن غاب عنها حفظته في ماله وبيته، فما أعظم الوفاء المتبادل بين الزوجين!!، والذي يحفظ الكيان، ويدحر الشيطان، ويفرح ملائكة الرحمن الوقفة الثانية إن الرجل الذي يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم يحفظ لزوجته كرم أخلاقها، وحسن صنيعها، ويتجاوز عما قد يكون حدث منها في بعض الأحيان أو بعض المثالب أو السلبيات؛ إنه يذكر المحاسن ويقدمها ويُعلِم الناس بها ويمدح زوجته ويظهر محاسنها أمام الناس؛ كما كان نبينا في ذكره الدائم لخديجة مع الحرص على حب البواقي منهن، وكان يزور أقاربها ويتودد إلى صديقاتها، يحزن لفراقها، يذكر نفسه وغيره بحبه لها، ولا يستحي من ذكر ذلك، فما أعظم العاطفة إذا صدرت ليقتدي بصاحبها، ولعلَّ السيرة حكت لنا أيضا كيف أن الرسول أظهر لمن سأله عمن يحب؟!! حتى قال أُحِبّ عائشة الصديقة[8 الوقفة الثالثة كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بشر لكنه كان أكمل البشر، وكان الوفاء بالنسبة لشخصيته أمر طبيعي جدا لا تكلف فيه، وهنا أقول كثير من الناس قد يترسم الوفاء أو يعيش به مع الناس لرغبة ما، والأصل أننا نتعامل بذلك الوفاء كقيمة أخلاقية تعبدية لله تعالى، الذي يفي لعبده بوعده ولا يخلفه، ومن عمل صالحا أثابه، ومن خالف عهده ترك له الفرصة حتى إذا أخذه لا يفلته الوقفة الرابعة ووفاء النبي -صلى الله عليه وسلم- لخديجة -بعد موتها- دليل على أن العلاقة بين الزوج وزوجته لا تنقطع بالموت فقد بقى أن تظهر له بعد وفاته قيمته وسمته وسلوكه وأخلاقه، وما كان يصنع، ومن ثم تستغفر له. وبقى على الزوج أن يعى هذا الدرس جيدا بتذكر زوجته إذا ماتت والوفاء بعهدها له بمتابعة الأبناء وتربيتهم تربية صالحة وعدم إهمالهم، وصياغة حياته بسلوك حسن!! فكم نحن بحاجة إلى مثل هذا الوفاء في بيوتنا يا مسلمين!! كم نحن بحاجة إلى ترجمة حبنا للرسول -صلى الله عليه وسلم-إلى أن نفعل ما كان يفعله مع زوجاته الوقفة الخامسة وإذا كان نبينا الحبيب –سيد الكائنات- وفى لزوجته بعد وفاتها، فالسؤال الآن: هل يعني ذلك أن تصير البيوت المسلمة بلا وفاء في حياة الأزواج؟!! أم أن من الأوْلَى أن يكون الوفاء موجودا في البيوت في الحياة قبل أن يأتي الموت؟!! وكأنها رسالة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى كل الأزواج والزوجات، أن التزموا بالوفاء في تعاملاتكم الوقفة السادسة من هذا الحدث نستفيد كثيرا من صور الوفاء في الحياة الزوجية بين الزوجين، ومنها 1. عدم النقد الجارح والدائم بين الطرفين، فقد ورد: «عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَفْرَكْمُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ»([9])، وكذا يجب على المؤمنة ألا تفرك زوجها، فمَنْ مِنَ النَّاس ترضى سجاياه كلها؟!! سوى أطيب الناس وأشرفهم محمد بن عبدالله 2. البر بالأقارب من الجهتين فالزوج وفي لزوجته في زيارته لأهلها ووده لهم، والزوجة وفية لزوجها في برها بأبيه وأمه وحسن العلاقة بينها وبينهم، وتزورهم وتقوم بخدمتهم فضلا لا فرضا؛ من باب الوفاء لزوجها وليبق الحب بين من كانت هذه سماتهم وصفاتهم، وصدق رسولنا حين قال: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْلِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي([10
3. إكرام الأصدقاء والصديقات مع الاحتفاظ بالحقوق والواجبات، والحرمات، كما فعل النبي مع (لا أقول خديجة ولا قريبة خديجة، بل صديقة خديجة، والتي ورد أنها كانت ماشطة خديجة -رضى الله عنها) يا الله !!! يا لعظمة هذا الوفاء الزواجي!! برا بها ووفاء لها 4. من الوفاء تذكر الخير الذي أحدثه الزوج أو أحدثته الزوجة، وتذكر أيام البر والبركة بينهما، كما كان يذكر رسول الله «أيام خديجة»([11]) وما فيها من أحداث، فكأن التذكر العقلي والعاطفي للأحداث بمثابة وفاء نفسي وواقعي الوقفة السابعة من مهارات هذا الحدث في قيمة الوفاء ·التقليل من الغيرة، والتي تعد بمثابة ملح الطعام، لكنه لو كثر فسد الطعام، فالحياة الزوجية في حاجة إلى غيرة معتدلة يحبها الله ورسوله، وهذا ما كانت السيدة عائشة تصنعه، ولكن بدون إكثار · عدم التورط في النقد، وهو درس يجب أن تتعلمه المرأة من عائشة؛ والتي ما كانت تنتقد خديجة –أبدا- بل كانت تعلم مكانتها وأرادت أن تعلم جموع النسوة مكانتها من قلب النبي بما قالته وصنعته ·منح التقدير المخلص، وقد صنعه النبي عندما تكلم عن خديجة حديث المقدر المخلص لزوجته · الاستعانة باللفتات البسيطة على توثيق الوفاء، وهى احترام الصديقات والبشاشة لهن ·استخدام الكلمة الرقيقة للزوجة، وهو عين فعل النبي بكلماته المادحة لخديجة، وهو عين الإيجابية التي ننشدها في علاقات الأزواج والزوجات الوقفة الثامنة كثير من الأزواج والزوجات يتعللون بالظروف ومشاغل الحياة([12]) عن إظهار الحب والوفاء، ونحن نتساءل: هل نحن أكثر ارتباطا بمواعيد وانشغالا بالحياة وهمومها وآلامها من رسول الله، والذي كان يحمل هموم أمته كلها وحريص بالمؤمنين، وإن تعجب فعجب أن تعلم أن موقف النبي في وفائه لخديجة كان يوم فتح وانشغال بالمعركة!! فحسبكم أيها الأزواج والزوجات سنة النبي الحبيب، وهى أن تتمسكوا بالوفاء ولا تتعللوا بالظروف الحياتية وأخيرا هذا هو وفاء النبي العظيم، وإن تعجب فلا تعجب فإن هذه النماذج من حياة سيد البشر، (الوفاء) أَنْعِم به من خلق كريم، تعددت مجالاته، وتنوعت مظاهره، فكان لكل صنف من الناس نصيب من وفائه صلى الله عليه وسلم، وخاصة مع زوجته. والسؤال الذي يطرح نفسه علينا الآن: هل أنت أخي المسلم لك نصيب من خلق نبيك ورسولك؟!!!. اللهم استر بيوت المسلمين وأَمِّن بيوتنا وبيوت إخواننا في كل مكان واحفظ الأعراض واستر العورات وآمن الروعات برحمتك وكرمك يا أكرم الأكرمين حتى نلتقي في الوقفة القادمة انتظرونا مع: «وقفات من حياة سيد الكائنات [1])) فقه السيرة للشيخ محمد الغزالي رحمه الله ([2]) رواه مسلم عن علي بن أبي طالب – كتاب صلاة المسافرين وقصرها- باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه ([3]) قاله النووي في شرحه لصحيح مسلم على هذا الحديث ([4]) رواه أبو داود في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه –كتاب الصلاة- باب الاستعاذة ([5]) سورة القلم: آية 4 ([6]) سورة النساء: آية 21 ([7]) رواه البخاري في صحيحه في كتاب المناقب- باب تزويج النبي خديجة وفضلها ([8]) حديث رواه الترمذي في سننه- كتاب المناقب عن رسول الله- باب من فضل عائشة رضى الله عنها بلفظ: (قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ قَالَ: عَائِشَةُ.. قِيلَ مِنْ الرِّجَالِ؟ قَالَ: أَبُوهَا [9])) صحيح مسلم - كتاب الرضاع - باب الوصية بالنساء ([10]) رواه الترمذي – كتاب المناقب عن رسول الله – باب فضل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه ابن ماجه في سننه – كتاب النكاح – باب حسن معاشرة النساء، واللفظ لابن ماجه [11])) رواه البخاري في صحيحه، وقد ورد في الحديث: «وإن حسن العهد من الإيمان ([12]) يقول الرجل: أنا مشغول بالعمل والحياة ولقمة العيش، والزوجة تقولك أنا مشغولة بتربية الأبناء والمدارس وخلاف ذلك. والله يا إخواني اسمحوا لي أن أذكر لكم قصة لأحد أصدقائي ما كان يشغله عمله عن أن يكتب رسالة لزوجته على المرآة الخاصة بهما في غرفة نومهما (التسريحة) ويكتب لها ما يقارب كل أسبوع كلمة حب وود وشفقة ووفاء لها، وكان إذا حدثت مشكلة تذكر ما كتب وتذكرت ما كتب لها، وكانت زوجة صديق لي قد كتبت رسالة هى الأخرى لزوجها على مرآة (دورة مياههم الخاصة) تقول له: «زوجي العزيز: انظر على المرآة جيدا فإنك سترى أجمل رجال الدنيا .. امضاء: زوجتك المخلصة!!» أعتقد أن الموضوع إذا بسيط، فتخلقوا إن لم تكونوا مثلهم إن التخلق بالأوفياء فلاح