وفاة آخر ضحايا كارثة كلميم
أسر الضحايا يدرفون الدموع على فقدان ذويهم، والبلاد في حداد متواصل، والمغاربة يصلون اليوم صلاة الغائب على شهداء الواجب إثر تحطم طائرة «هيرقل سي 130 » تابعة للقوات المسلحة الملكية بالقرب من مدينة كلميم والتي كان على متنها 81 راكبا (الطاقم المكون من تسعة أفراد و60 عسكريا و12 مدنيا)، لم تكتب النجاة من الحادث سوى لراكب واحد تخلف عن موعد اقلاع الطائرة وآخرين في حالة موت سريري التحقا بالرفيق الأعلى.من بين الضحايا الذين فقدتهم القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي ستين عسكريا من بينهم الكولونيل حكيم بصري قائد القوات المساعدة لجهة سوس ماسة درعة وهو من مواليد 1964 وكان متوجها إلى مدينة تطوان لزيارة أفراد عائلته التي تقضي عطلتها السنوية بهذه المدينة. وقد خلف الراحل ثلاث بنات هن: هدى، دعاء وآية، ووالدتهن سهام، وإلى جانبه الكومندار الزاكي قائد الدرك الملكي بالمنطقة الجنوبية .ضحايا الطائرة هم من رتب مختلفة تضم أربعة من درجة نقيب، وستة من درجة ملازم وستة ضحية من درجة ملازم أول، وخمسة من درجة مساعد أول وأربعة من درجة مساعد وستة من درجة رقيب أول وتسعة عشر من درجة رقيب وثلاثة من درجة عريف أول وجندي واحد. ومن بين أولئك حسب مصادر ضباط تخرجوا حديثا من الكلية العسكرية كان مبرمجا أن يحضروا حفل التخرج مباشرة بعد مراسيم عيد العرش إلى جانب ضباط شاركوا في تدريب في المناطق الحدودية بالصحراء المغربية.قادت الأقدار أيضا أن يقظي حتفه ضمن ضحايا الطائرة المنكوبة بالقرب من مدينة كلميم اثنا عشر مدنيا من بينهم أربعة إناث وسبعة أطفال أربعة منهم ينتمون إلى عائلة واحدة واثنين آخرين لعائلة ثانية إضافة إلى الطفل الرضيع، وأكدت مصادر من مدينة الداخلة أنه من بين الذين قضوا حتفهم في حادث الطائرة أحد أعضاء المجلس القروي «زوك» التابع لولاية وادي الذهب لكويرة رفقة احد أبناء مفتش شرطة ذو ثلاثة سنوات يشتغل بأمن ولاية الداخلة، كما توفي خال الطفل في الحادثة والذي يعمل بسلك الجندية بالمنطقة الجنوبية بالإضافة إلى هذا إطار بنكي « بالتجاري وفاء بنك»، أما بالنسبة لمدينة العيون فقد قضت أسرة بكاملها تتألف من خمسة أشخاص من بينهم أم زوجة ضابط في القوات المسلحة الملكية بالإضافة إلى فتاة في مقتبل العمر كانت تتدرب بمعهد الفندقة وطالبان.أحد الناجين من الحادث توفي بعد أن أعلن عنه أول أمس، وهو الراكب رقم 40 البالغ من العمر 17 سنة ويدعى أيمن هلالي وهو مدني ابن مسؤول عسكري بالعيون في الأقاليم الجنوبية لقي حتفه في المستشفى العسكري بالرباط بعد إصابته بجروح خطيرة، في وقت توفي فيه أيضا عبد النور بن سعيد ضابط صف بالدرك الملكي الذي كان يرقد في حالة موت سريري بالمستشفى العسكري الخامس بكلميم ويحمل رقم 48 ضمن لا ئحة ركاب الطائرة.ولا تزال العديد من الأسر تتوافد على الإدارة الجهوية للدرك الملكي بكلميم لتسلم رفات ذويها بعد التأكد من هوياتهم والذين تم تحديد ٦٧ منها بعد خضوعهم لفحوضات الحمض النووي، وينتطر أن يتم تحديد هوية رفات الجثتت المتبقية من مجموع رفات 81 ضحية من ركاب الطائرة.أزيد من 500 عنصر من القوات المساعدة والجيش والدرك والوقاية المدينة شاركت في عمليات الإنقاد وجمع الأشلاء والرفات وأيضا جمع بقايا حطام الطائرة، إلى جانب 15 سيارة اسعاف أربعة منها تابعة للوقاية المدنية وأخرى للجماعات المحلية بالمنطقة، لكنها لم تكن كافية حسب مصادر من المنطقة. كما أن مستشفى كلميم قدرته الإستيعابية لم تستوعب مجموع الجثت المتفحم جلها أو التي تحولت إلي أشلاء.يومه الجمعة تقام في جميع مساجد المملكة صلاة الغائب، في وقت تكفل به القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية الملك محمد السادس بمصاريف دفن وتأبين الضحايا الطائرة التي كانت تؤمن رحلة بين أكادير -العيون -الداخلة ، في انتظار الكشف عن ملابسات الحادث إن كان نتيجة عطب تقني مفاجئ أم بسبب الأحوال الجوية، لكن
الحادث سيظل فاجعة غير مسبوقة ستسجل كعلامة سوداء في سجل الملاحة الجوية ببلادنا 2011_07_29 |